الغترة هي واحدة من أشهر أنواع الملابس الرأسية في العالم العربي، وتعد جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي في العديد من الدول العربية. رغم أن الغترة تُعد قطعة ملابس شائعة في مختلف أنحاء المنطقة، فإن تصميمها واستخداماتها تتنوع بشكل كبير بين الثقافات العربية المختلفة. هذه الاختلافات تظهر في الألوان، الأنماط، طرق اللف، والمواد المستخدمة، مما يعكس تنوع الثقافات والتقاليد في العالم العربي. في هذا المقال، سنتناول بعض الاختلافات في تصميم الغترة بين الثقافات العربية المختلفة.

الغترة في الخليج العربي

في دول الخليج العربي، تُعتبر الغترة واحدة من الرموز الأكثر شيوعًا في اللباس التقليدي للرجال. في هذه المناطق، تتميز الغترة بعدة سمات خاصة، حيث يتم ارتداؤها بشكل أساسي مع الشماغ أو العقال، ويُعرف الغطاء الرأس هذا بالبساطة والعملية.

1. الألوان والتصميم: في الخليج العربي، الغترة عادة ما تكون باللون الأبيض أو الأحمر، وغالبًا ما تحتوي الغترة الحمراء على نقشات مربعة أو مائلة بنمط محدد. قد يكون اللون الأبيض أكثر شيوعًا في المناسبات الرسمية أو الدينية، بينما يُستخدم اللون الأحمر بنقوشه المميزة في المناسبات الاجتماعية أو الاحتفالات.

2. طريقة اللف: في الخليج العربي، يتم لف الغترة بطريقة بسيطة، حيث يُلف الجزء العلوي حول الرأس بشكل مريح، ويُثبت باستخدام العقال الأسود أو الأبيض، وهو حبل دائري يُستخدم لتثبيت الغترة على الرأس. يُعتبر العقال في الخليج رمزًا للقوة والرجولة، ويُضيف لمسة من الجمال على الإطلالة التقليدية.

المزيد من المعلومات: شماغ

الغترة في بلاد الشام

في بلاد الشام، مثل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، تختلف الغترة في تصميمها واستخدامها مقارنةً بالغترة في الخليج العربي. الغترة في هذه الدول غالبًا ما تكون أكثر تنوعًا في الألوان والنقوش.

1. الألوان والتصميم: اللون الأبيض هو الأكثر شيوعًا في الغترة في بلاد الشام أيضًا، لكنه يترافق في كثير من الأحيان مع تداخلات من الألوان الأخرى. على سبيل المثال، يمكن أن تجد الغترة التي تحتوي على خطوط أو حواف باللون الأسود أو الأزرق، مما يعطيها طابعًا أكثر تنوعًا وجمالًا. في بعض الأحيان، يُضاف إلى الغترة لمسات زخرفية بألوان دافئة مثل الأحمر أو البرتقالي في مناسبات خاصة.

2. طريقة اللف: طريقة لف الغترة في بلاد الشام غالبًا ما تكون مشابهة لتلك في الخليج العربي، ولكنها قد تحتوي على بعض الاختلافات في التفاصيل. في بعض الأحيان، يتم ارتداء الغترة بشكل فضفاض بعض الشيء، وتُثبت بالعقال أو بطريقة ملتوية حول الرأس بحيث تظل مريحة وغير مشدودة.

الغترة في شمال أفريقيا

في شمال إفريقيا، مثل مصر وليبيا وتونس والجزائر، تُعد الغترة جزءًا من الزي التقليدي ولكن تختلف تمامًا في تصميمها واستخداماتها مقارنةً بدول الخليج أو بلاد الشام.

1. الألوان والتصميم: في شمال إفريقيا، تميل الغترة إلى الألوان الداكنة مثل الأسود والبني والأزرق الداكن. هذه الغترات غالبًا ما تكون أقل تميزًا بالنقوش المربعة مثل تلك الموجودة في الخليج العربي. ومع ذلك، في بعض المناطق الريفية أو التقليدية، يمكن العثور على غترات تحتوي على تطريزات دقيقة على الأطراف أو الحواف التي تعكس الثقافة المحلية.

2. طريقة اللف: طريقة لف الغترة في شمال إفريقيا قد تختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى. في بعض الدول مثل تونس، يمكن أن تُلف الغترة حول الرأس بشكل عكسي أو بطريقة أكثر تعقيدًا بحيث تغطي الرقبة والجزء العلوي من الصدر أيضًا. هذه الطريقة تتيح للغترة أن تكون جزءًا من اللباس اليومي والتقليدي في مختلف المواقف.

انقر هنا: غترة

الغترة في المغرب

في المغرب، لا يُستخدم مصطلح "الغترة" بالضرورة كما في باقي الدول العربية، ولكن هناك نوع مشابه من الملابس الرأسية يعرف باسم "الطرحة" أو "العمامة". على الرغم من أن هذا النوع من الملابس يختلف عن الغترة الخليجية، إلا أن هناك بعض التشابه في استخدام القطع القماشية لتغطية الرأس.

1. الألوان والتصميم: في المغرب، العمامة أو الطرحة غالبًا ما تكون مصنوعة من أقمشة ثقيلة ومزخرفة، حيث تحتوي على ألوان دافئة مثل الأحمر والبرتقالي والذهبي. في بعض الأحيان، تُستخدم الألوان الفاتحة أو المنقوشة لإضفاء طابع عصري على الطرحة.

2. طريقة اللف: طريقة لف الطرحة أو العمامة في المغرب غالبًا ما تكون معقدة ومبنية على تقنيات تقليدية. قد يُلف الجزء الأمامي حول الرأس بشكل محكم، ثم يتم لف الأطراف بشكل دائري فوق الرأس ليتم تثبيتها في شكل جذاب. يتم استخدام حزام أو شريط لتثبيت العمامة في مكانها. هذه الطريقة تُعد جزءًا من الموروث الثقافي في المغرب.

المصدر: اشمغه

الغترة في بعض الدول العربية الأخرى

في بعض الدول الأخرى مثل العراق واليمن، يتم ارتداء الغترة بشكل مختلف قليلاً عن باقي الدول العربية. في العراق، على سبيل المثال، يُستخدم الغطاء الرأسى المعروف بال "الكوفية" الذي يُشبه الغترة لكنه يختلف في طريقة ارتدائه. في اليمن، قد تُستخدم الغترة بألوان داكنة وأحيانًا تكون مصنوعة من أقمشة ثقيلة مقاومة للطقس.